سورة الحشر - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحشر)


        


{ألم تر إلى الذين نافقوا...} الآية. وذلك أنَّ المنافقين ذهبوا إلى بني النَّضير لمَّا حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: لا تخرجوا من دياركم، فإن قاتلكم محمدٌ كنَّا معكم، وإن أخرجكم خرجنا معكم، وذلك قوله: {لئن أخرجتم لنخرجنَّ معكم ولا نطيع فيكم أحداً} سألنا خذلانكم {أبداً} فكذَّبهم الله تعالى فيما قالوا بقوله: {والله يشهد إنهم لكاذبون} والآية الثَّانية، وذكر أنَّهم إن نصروهم انهزموا ولم ينتصروا، وهو قوله: {ولئن نصروهم ليولنَّ الأدبار ثمَّ لا ينصرون}.
{لأنتم} أيُّها المؤمنون {أشد رهبة في صدروهم} صدور المنافقين من الله، يقول: أنتم أهيبُ في صدورهم من الله تعالى؛ لأنَّهم يُخفون منك موافقة اليهود خوفاً منكم، ولا يخافون الله فيتركون ذلك.
{لا يقاتلونكم جميعاً} أي: اليهود {إلاَّ في قرىً محصنة أو من وراء جدر} أي: لِمَا ألقى الله في قلوبهم من الرعب لا يقاتلونكم إلاَّ مُتحصِّنين بالقرى والجدران، ولا يبرزون لقتالكم. {بأسهم بينهم شديد} خلافهم بينهم عظيم {تحسبهم جميعاً} مُجتمعين مُتَّفقين {وقلوبهم شتى} مُختلفةٌ مُتفرِّقةٌ، و{ذلك بأنهم قوم لا يعقلون} عن الله أمره.


{كمثل الذين من قبلهم} أي: المشركين، يقول: هم في تركهم الإيمان وغفلتهم عن عذاب الله كالذين من قبلهم {قريباً ذاقوا وبال أمرهم} يعني: أهل بدرٍ ذاقوا العذاب بمدَّةٍ قليلةٍ من قبل ما حلَّ بالنَّضير من الجلاء والنَّفي، وكان ذلك بعد مرجعه من أُحدٍ، وقوله: {كمثل الشيطان} يعني: إنَّ المنافقين في نصرتهم لليهود كمثل الشَّيطان {إذ قال للإِنسان اكفر} يعني: عابداً في بني إسرائيل فتنه الشَّيطان حتى كفر، ثمَّ خذله، كذلك المنافقون منَّوا بني النَّضير نصرتهم ثمَّ خذلوهم وتبرَّؤوا منهم.
{فكان عاقبتهما} عاقبة الشَّيطان والكافر {أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين}.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله} بأداء فرائضه واجتناب معاصيه {ولتنظر نفسٌ ما قدَّمت لغد} يوم القيامة من طاعةٍ وعملٍ صالحٍ.
{ولا تكونوا كالذين نسوا الله} تركوا طاعة اللَّه وأمره {فأنساهم أنفسهم} حظَّ أنفسهم أن يُقدِّموا لها خيراً.


{لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله} أخبر الله تعالى أنَّ من شأن القرآن وعظمته أنَّه لو جُعل في الجبل تمييزٌ- كما جعل في الإنسان- وأُنزل عليه القرآن لخشع وتصدَّع، أَيْ: تشقَّق من خشية الله. قوله: {عالم الغيب والشهادة} السِّرِّ والعلانيَة. وقوله: {الملك}: ذو الملك {القدوس} الطَّاهر عمَّا لا يليق به {السلام} ذو السَّلامة من الآفات والنَّقائص {المؤمن} المُصدِّق رسله بخلق المعجزة لهم. وقيل: الذي آمن خلقه من ظلمه {المهيمن} الشَّهيد {العزيز} القويُّ {الجبار} الذي جبر الخلق على ما أراد من أمره {المتكبر} عمَّا لا يليق به.

1 | 2